ريال سوسيداد بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل
شهد نادي ريال سوسيداد فترة ذهبية غير مسبوقة منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث تمكن من التأهل إلى البطولات الأوروبية لمدة خمس مواسم متتالية، إضافة إلى الفوز بكأس ملك إسبانيا والعودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام عشر سنوات. لكن الموسم الماضي شهد تراجعاً ملحوظاً تحت قيادة إيمانويل ألغواسيل، مما دفع النادي إلى إعادة تقييم وضعه في ملعب ريال أرينا.
موسم حاسم لريال سوسيداد
بعد أن خرج الفريق من المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية لأول مرة منذ عام 2019، يواجه ريال سوسيداد تحدياً مصيرياً هذا الموسم. يمكن تشبيه الوضع بلعبة الباكارات، حيث يجمع النادي بين المخاطرة والتخطيط لتحقيق مكاسب، لكن هناك خطر حقيقي يهدد استقرار النادي على المدى الطويل.
في حال فشل الفريق في التأهل إلى أوروبا مرة أخرى، قد يرسخ ذلك مكانته ضمن فرق الوسط في الدوري الإسباني. وعلى الرغم من أن غياب عائدات الدوري الأوروبي قد يكون مقبولاً لموسم واحد، فإن غياب التأهل لمدة موسمين متتاليين سيؤثر بشكل كبير على ميزانية النادي وصورته أمام الجماهير والمنافسين.
رحيل القادة وتأثيره على الفريق
شهدت السنوات الأخيرة تغييرات جذرية في هيكل الفريق، حيث غادر العديد من الأعمدة الأساسية. لا يزال ميكيل أويارزابال وأليكس ريميرو يمثلان الركيزتين الأساسيتين في التشكيلة، لكن رحيل روبن لو نورماند ومكيل ميرينو ترك فراغاً كبيراً. هذا الموسم، رحيل مارتن زوبيميندي إلى أرسنال، إلى جانب مغادرة المدرب ألغواسيل والمدير الرياضي روبرتو أولابي، يؤكد أن مرحلة جديدة من إعادة البناء قد بدأت.
غياب الصفقات الكبرى وتأثيره على الطموحات
يُعتبر النجم الياباني تاكيفوسا كوبو أبرز الأسماء المتبقية في الفريق، وقد أعرب عن استيائه من قلة التعاقدات الصيفية. من جهته، حاول المدرب سيرجيو فرانسيسكو تهدئة الأجواء، مؤكداً رضاه عن التشكيلة الحالية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على إعارات متتالية لتعويض رحيل لو نورماند، مثل نائف أغيرد ودوجي كاليطا-كار، بالإضافة إلى ضم جونزالو جيديس، لم يلبِ طموحات الجماهير في منطقة غيبوثكوا.
نجاح ريال سوسيداد كان دائماً مبنياً على دمج لمسات فنية مع مواهب أكاديمية واعدة. ويُتوقع أن يلعب كل من جون غوروتشاتيغي وبينات تورينتيس دوراً محورياً في تعويض رحيل زوبيميندي، لكن الفريق لا يمتلك القوة الهجومية التي تميز منافسيه مثل فياريال، ريال بيتيس، أو أتلتيك بلباو. لذلك، ستكون قدرة المدرب فرانسيسكو على استغلال إمكانيات اللاعبين العامل الحاسم في تحديد مستقبل النادي.