تحليل بداية أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني: بين التجديد والتحديات
تغييرات جذرية في تشكيلة أتلتيكو مدريد
شهدت انطلاقة أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني ظهور خمسة وجوه جديدة في التشكيلة الأساسية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لمدرب الفريق دييغو سيميوني المعروف بصبره الطويل في دمج اللاعبين الجدد. قبل الموسم الحالي، كان ماركوس يورنتي ويان أوبلاك فقط من بين التشكيلة الأساسية يلعبان للفريق، مما يعكس بحث سيميوني عن نهج مختلف كليًا في طريقة اللعب.
أسلوب اللعب الجديد: التركيز على الفاعلية والتمريرات المحدودة
اعتمد الفريق على ثياغو ألمادا وأليكس باينا في مواقع خلف جوليان ألفاريز، حيث كان اللمس للكرة محدودًا للغاية، لا يتجاوز في العادة لمستين أو ثلاث لمسات، بهدف تجنب فقدان الكرة. بدا أتلتيكو أكثر رشاقة وتركيزًا على فك شيفرة دفاع الخصم بدلاً من محاولة الالتفاف أو البحث عن ثغرات تقليدية، مما أضفى على الأداء طابعًا صبورًا وأحيانًا مبدعًا ومبهرًا.
نقطة التحول في المباراة: استيقاظ الخصم في اللحظة الحاسمة
على الرغم من السيطرة الواضحة لأتلتيكو في معظم فترات المباراة، إلا أن لحظة الحسم جاءت في الدقيقة 73 عندما استيقظ فريق إسبانيول، مدعومًا بصخب جماهير ملعب RCDE، ليقلب مجريات اللقاء. كان هذا التحول أشبه بصاعقة توقظ فريق أتلتيكو من حلم بدا وكأنه بداية موسم مثالي.
في هذه الليلة شاهدنا أفضل ما لدى فريق بيريكوس. رأينا ما يمكن تحقيقه عندما يتحد الفريق مع الجماهير. نبضة واحدة. مهمة واحدة.
شكرًا للجميع على الترحيب الحار. جعلتمونا نشعر وكأننا في بيتنا منذ اللحظة الأولى.
سيكون هناك المزيد من الجعة في المستقبل… pic.twitter.com/LJ4pZRwt2P
الأخطاء التكتيكية وتأثير التبديلات
تعددت نقاط التحول في اللقاء، من تسديدة ألفاريز التي ارتدت من القائم، إلى خروج جوني كاردوسو في الشوط الأول، ثم دخول أنطوان غريزمان. لكن اللحظة التي فقد فيها أتلتيكو السيطرة كانت عندما تخطى ميغيل روبيو، اللاعب الطويل في منطقة الجزاء، جاك راسبادوري الذي لم يكن سريعًا أو رشيقًا، مما أدى إلى هدف حاسم لصالح إسبانيول.
تكرار سيناريوهات الموسم الماضي
على الرغم من أن الهزائم أمام ريال مدريد وبرشلونة كانت مؤلمة، إلا أن أتلتيكو عانى أيضًا من فقدان النقاط في مباريات ضد خيتافي وإسبانيول ولاس بالماس، حيث كان الفريق متقدمًا في تلك المباريات لكنه لم يحافظ على السيطرة. هذا النمط تكرر في بداية الموسم الحالي، مما يثير القلق حول قدرة الفريق على الحفاظ على الأداء تحت الضغط.
🚨 دييغو سيميوني: “أدرك أن هذه جزء من الرحلة. هذه النتيجة تؤلمنا، لكنها ستساعدنا على التحسن والنمو. سأأخذ معي كل الأمور الإيجابية التي قدمها الفريق. سنعمل على تقليل النقائص التي ظهرت أيضًا.”
تقييم الأداء: بين الفاعلية والضغط النفسي
أشار قائد الفريق كوكي ريسورسيون إلى أن أتلتيكو افتقر إلى الفاعلية في كلا الجزأين الهجومي والدفاعي، وهو أمر صحيح جزئيًا، خاصة وأن إسبانيول سدد على مرمى يان أوبلاك أكثر من أتلتيكو. وعندما اضطر الفريق إلى تحمل الضغوط، لم يتمكن من الخروج منها باللعب أو القتال، مما يعكس مشكلة مستمرة من الموسم الماضي.
تحديات التبديلات وتأثيرها على الفريق
يُعرف سيميوني بإدارته المكثفة من على الخط، والتي تتميز بالحماس والتركيز، وهو ما يساعد اللاعبين على البقاء في أجواء المباراة. لكن في عصر السماح بخمس تبديلات، يبدو أن سيميوني ما زال يتعلم كيفية استغلال هذه الفرصة بشكل أمثل، حيث كان الفريق في الموسم الماضي يغير مبكرًا ويستنفد جميع التبديلات، مما أحيانًا يربك الفريق نفسه كما يربك الخصم.
دروس من الموسم الماضي وأمل في المستقبل
تميز منتصف الموسم الماضي بأهداف متأخرة حاسمة لأتلتيكو، حيث سجل الفريق 16 هدفًا في الوقت بدل الضائع، مما منحهم انتصارات مثيرة. لكن مع تراجع القوة في النصف الثاني، تعرض الفريق لهزائم مفاجئة بسبب التبديلات غير المناسبة أو عدم القدرة على الحفاظ على التقدم، وهو ما تكرر في مواجهة إسبانيول الأخيرة.
ومع ذلك، لا يزال أمام أتلتيكو فرصة كبيرة لتجاوز هذه البداية المتعثرة، فالموسم ما زال في بدايته. سيميوني أمامه مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين يمكنهم استكشاف أساليب جديدة في اللعب، لكنه بحاجة إلى تجنب تكرار الأخطاء التي شهدها الموسم الماضي.
