نادي أتلتيك بلباو: رحلة صعود متجددة تحت قيادة إرنستو فالفيردي
شهد نادي أتلتيك بلباو تطوراً ملحوظاً منذ عودة المدرب إرنستو فالفيردي في عام 2022، حيث تجاوزت الإنجازات كل التوقعات. فقد تمكن الفريق من إنهاء انتظار دام 40 عاماً للفوز بكأس ملك إسبانيا، بالإضافة إلى بلوغ نصف نهائي بطولة أوروبية، والتأهل لدوري أبطال أوروبا بعد غياب دام عشر سنوات، في موسم شهد إنتاجية استثنائية على مدار ثلاث سنوات متتالية.
عودة أتلتيك بلباو إلى دوري الأبطال بعد غياب طويل
هذه هي المرة الثانية فقط في القرن الحادي والعشرين التي يشارك فيها أتلتيك بلباو في دوري أبطال أوروبا، مما يثير حماسة كبيرة بين الجماهير، لكنه في الوقت ذاته يفرض ضغوطاً متزايدة على الفريق. فالفريق الذي يُلقب بـ”الأسود” يواجه تحديات كبيرة، لكن فالفيردي معروف بقدرته على التعامل مع مثل هذه الضغوط بمهارة عالية. ومع ذلك، كلما ارتفع الفريق في سلم المنافسة، زادت صعوبة الحفاظ على هذا المستوى، وهو ما يجعل التوقعات عالية جداً.
تحديات دفاعية تهدد استقرار الفريق
تتزايد المشاكل أمام أتلتيك بلباو وفالفيردي، خاصة بعد تعرض قلب الدفاع يراي ألفاريز لحظر غير محدد المدة بسبب تعاطي مادة محظورة، مما يضع الفريق في موقف حرج. وكان من المتوقع أن يحل أوناي إيغيلوز مكانه، لكنه تعرض لإصابة في الرباط الصليبي أبعدته عن الملاعب طوال الموسم، مما ضاعف من معاناة الدفاع.
تعزيزات واعدة وسط غيابات مؤثرة
على الرغم من هذه الصعوبات، هناك بعض الأخبار الإيجابية مثل انضمام اللاعب خيسوس أريسو وتجديد عقد نيكو ويليامز، الذي يُعد من أبرز المواهب الصاعدة. لكن مشكلة تسجيل الأهداف عادت لتؤرق الفريق، حيث لم يتمكن غوركا جوروزيتا من تكرار تألقه السابق، بينما يظل ماروان سنادي فعالاً فقط عندما يصل إلى منطقة الجزاء. أما أوهيان سانسيت، اللاعب الذي يمتلك القدرة على تعويض هذا النقص، فقد تعرض لتمزق عضلي سيبعده حتى منتصف سبتمبر على الأقل، مما يقلص من خيارات فالفيردي الهجومية بشكل كبير.
مخاوف من الشيخوخة وتأثيرها على الأداء
مع غياب إيغيلوز وياراي، يعتمد فالفيردي على داني فيفيان وأيتور بارديس في مركز قلب الدفاع، في ظل تعثر صفقة ضم أيمريك لابورت التي لم تكتمل بعد. كما أن عدداً من اللاعبين الأساسيين بدأوا يتقدمون في العمر، مثل إينيغو رويز دي جالاريتا، ويوري بيرشيش، وحتى إيناكي ويليامز، مما يطرح تساؤلات حول مدى استمرارية أدائهم على المدى الطويل.
مواجهة منافسين أقوياء في سباق المراكز الأوروبية
تزداد صعوبة المهمة أمام أتلتيك بلباو مع تعزيز فرق مثل ريال بيتيس وفياريال صفوفها، حيث يتنافس الجميع على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. فالفيردي، الذي نجح في تجاوز مواقف أصعب من قبل، يواجه الآن تحديات أكبر على جميع الأصعدة، سواء في المسابقات الأوروبية أو المحلية.