توماس توخيل يسلط الضوء على سلوك جود بيلينجهام وتأثيره في ريال مدريد وإنجلترا
تقييم توخيل لسلوك بيلينجهام: بين الحماس المفرط والتحديات الانضباطية
يُعرف مدرب منتخب إنجلترا توماس توخيل بصراحته في التعبير، ولم يتردد في الحديث بصراحة عن تصرفات جود بيلينجهام. النجم الشاب لريال مدريد عانى من لحظات إحباط خلال الموسم الحالي في الدوري الإسباني، حيث تصاعدت الانتقادات تجاهه بسبب شكاواه المتكررة من الحكام وزملائه في الفريق.
في بداية مشواره مع ريال مدريد، كان التزام بيلينجهام ورغبته القوية في الفوز من أبرز الصفات التي نالت إعجاب الجماهير في سانتياغو برنابيو. لكن مع مرور الوقت، أصبحت مشكلاته الانضباطية واضحة، حيث غاب عن أربع مباريات من أصل خمس في مرحلة حاسمة بسبب الإيقاف. خلال الموسم، تلقى 11 بطاقة صفراء وطُرد مرتين بسبب السلوك غير اللائق، وهو ما دفع المدرب السابق كارلو أنشيلوتي إلى توجيه تحذيرات له بشأن انضباطه.
توخيل: “والدتي تجد تصرفات بيلينجهام على أرض الملعب مزعجة”
بعد فوز إنجلترا على أندورا (1-0) وخسارتها أمام السنغال (1-3)، أقر توماس توخيل بأن سلوك بيلينجهام أحيانًا يتجاوز الحدود المقبولة.
قال توخيل في حديثه لـ talkSPORT: “ألاحظ أن تصرفاته تثير مشاعر متباينة. أرى ذلك من خلال رد فعل والديّ، خاصة والدتي التي لا تستطيع دائمًا رؤية الشاب المهذب والمبتسم الذي أراه أنا.”
وأضاف: “عندما يبتسم، يكسب قلوب الجميع، لكن أحيانًا يظهر الغضب والشغف والنار بداخله بطريقة قد تبدو مزعجة، خصوصًا لوالدتي وهي تشاهد المباراة أمام التلفاز.”

رغم ذلك، شدد توخيل على أهمية الحفاظ على هذه الروح القتالية التي تميز بيلينجهام، لكنه أشار إلى ضرورة توجيهها بشكل إيجابي داخل الملعب.
قال: “يمتلك بيلينجهام شرارة خاصة تضفي على أدائه حدة نحتاجها لتحقيق الانتصارات. لكن يجب توجيه هذه الحدة نحو المنافسين وليس ضد زملائه أو الحكام. أحيانًا نرى انفجارات غضب تجاه الحكام، وهذا قد يزعج الفريق. إذا تمكنا من مساعدته على توجيه هذه الطاقة بشكل صحيح، فسيكون إضافة لا تقدر بثمن.”
موقع بيلينجهام المثالي في الملعب: نقاش مستمر بين توخيل وألونزو
في العاصمة الإسبانية، يثار جدل كبير حول مركز بيلينجهام المثالي في الموسم المقبل. اقترح المدرب الجديد لريال مدريد، تشابي ألونسو، أن يلعب بيلينجهام في مركز أعمق أو بطريقة أكثر فاعلية، بينما يرى توخيل أنه يجب أن يبقى قريبًا من خط الهجوم.
أوضح توخيل: “لطالما اعتقدت أنه يمكن أن يلعب كلاعب وسط دفاعي أو وسط ميدان متقدم، لكنه قدم موسمًا مذهلاً كلاعب رقم 9 مزيف مع ريال مدريد، حيث سجل العديد من الأهداف وخلق فرصًا كثيرة.”
وأضاف: “لا يزال لديه ذلك الجوع والرغبة في تسجيل الأهداف، وهو أمر نادر أن تجده إلا في المهاجمين. أراه الآن كلاعب وسط هجومي أكثر من كونه لاعب وسط دفاعي. ربما يكون رقم 10.”

تحديات الانضباط وأهمية توجيه الحماس في كرة القدم الحديثة
تجسد حالة بيلينجهام مثالًا واضحًا على التوازن الدقيق بين الحماس المفرط والانضباط داخل الملاعب. ففي عالم كرة القدم، حيث تتزايد وتيرة المباريات وتشتد المنافسة، يحتاج اللاعبون إلى توجيه طاقتهم بشكل إيجابي لتحقيق النجاح الجماعي.
في السياق العربي، يمكن مقارنة حالة بيلينجهام بلاعبين مثل محمد صلاح الذي يُعرف بحماسه الكبير داخل الملعب، لكنه يحافظ على انضباطه ليكون قدوة في الأداء والروح الرياضية. أما على المستوى الدولي، فإن لاعبين مثل كيفن دي بروين يظهرون كيف يمكن للحماس أن يتحول إلى قوة دافعة للفريق دون أن يؤثر سلبًا على العلاقات داخل الفريق.
تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن اللاعبين الذين يتلقون بطاقات حمراء متكررة قد يؤثرون سلبًا على نتائج فرقهم، حيث أظهرت دراسة في دوري أبطال أوروبا أن الفرق التي يفقد لاعبًا بسبب الطرد تخسر 60% من مبارياتها التالية.
خاتمة: بيلينجهام بين نجم المستقبل وضرورة ضبط النفس
يبقى جود بيلينجهام واحدًا من أبرز المواهب الشابة في كرة القدم العالمية، ويملك مقومات النجومية التي قد تجعله أسطورة في المستقبل. لكن النجاح الحقيقي يتطلب منه أن يوازن بين شغفه الناري وانضباطه داخل الملعب، ليتمكن من قيادة ريال مدريد ومنتخب إنجلترا إلى المزيد من الإنجازات.