وداعًا لأسطورة الدفاع البرتغالي خورخي كوستا
رحيل مفجع يترك أثرًا عميقًا في عالم كرة القدم
تأثر المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لريال مدريد وبرشلونة، بشدة خلال مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء، حيث أعلن عن حزنه العميق لوفاة خورخي كوستا، نجم الدفاع الذي كان شريكًا له في فترة تدريبه لفريق بورتو.
امتدت مسيرة كوستا الاحترافية لأكثر من 19 عامًا، قضى معظمها في صفوف بورتو، مع فترات قصيرة في أندية مثل تشارلتون وأستاندارد لييج قبل اعتزاله في 2006. كما مثل منتخب البرتغال في 50 مباراة دولية، وبعد اعتزاله مباشرةً، اتجه إلى مجال التدريب، حيث قضى 17 عامًا في الغالب ضمن دوري النخبة البرتغالي “ليغا نوس”. في الصيف الماضي، عاد كوستا إلى بورتو كمدير عام تحت قيادة أندريه فيلاس بواس، قبل أن يفجع الجميع بوفاته إثر أزمة قلبية مفاجئة.
مورينيو يكشف عن مشاعره في لحظة وداع مؤثرة
قبل مواجهة فريقه فنربخشة مع فينورد الهولندي في تصفيات دوري أبطال أوروبا، تحدث مورينيو عن كوستا، معبّرًا عن الحزن الذي لا يزال يعتصر قلبه.
قال مورينيو: “خورخي لم يكن مجرد قائد للفريق، بل كان رمزًا للقيادة الحقيقية. هناك فرق بين من يحمل شارة القيادة ومن يقود بالفعل. كوستا كان من النوع الذي يزيل العقبات عن طريقه، ليترك لي كمدرب حرية العمل دون تدخلات.”
جوزيه مورينيو عن وفاة قائده السابق في بورتو ومدير الرياضة الراحل خورخي كوستا. https://twitter.com/footballespana_/status/1953114148943905274?ref_src=twsrc%5Etfw
التركيز على المستقبل رغم الألم
أوضح مورينيو أنه سيكرس جهوده لمباراة فريقه القادمة في دوري أبطال أوروبا، رغم الحزن العميق الذي يعتصره، مؤكدًا أن كوستا كان جزءًا لا يتجزأ من تاريخ نجاحه، خاصة الفوز بدوري الأبطال قبل 21 عامًا.
وأضاف: “هذا هو الكمال في عالم التدريب، وجود قائد مثل خورخي يقوم بكل ما يلزم خلف الكواليس. لكن الآن، دعونا نضع كرة القدم جانبًا ونفكر في إنسانية الرجل، في شبابه، وفي أطفاله الذين شاهدتهم يكبرون أمام عيني.”

تابع مورينيو قائلاً: “لو كان خورخي هنا الآن، لقال لي: ‘هيا، أقم مؤتمرك الصحفي، ثم العب المباراة، وحقق الفوز، ولا تفكر بي.’ هذا ما سأفعله، سأؤدي واجبي اليوم وغدًا، وبعدها سأسمح لنفسي بالبكاء.”
تكريم من نجوم كرة القدم البرتغالية والعالمية
في لفتة تعكس عمق الاحترام والتقدير، عاد ديكو، مدير كرة القدم في برشلونة ولاعب بورتو السابق الذي شارك مع مورينيو وكوستا، إلى البرتغال لحضور مراسم وداع أسطورة الدفاع الراحل، مما يؤكد مكانة كوستا الكبيرة في قلوب زملائه ومجتمع كرة القدم.
إرث خالد في عالم كرة القدم
يمثل خورخي كوستا نموذجًا للقائد الذي لا يكتفي بحمل الشارة، بل يتفانى في خدمة فريقه بكل ما يملك من قوة وعزيمة، وهو ما يذكرنا بقادة كبار مثل سامي الجابر في السعودية أو محمد أبو تريكة في مصر، الذين تركوا بصمات لا تُمحى في تاريخ كرة القدم العربية والعالمية.
في ظل تطور كرة القدم العربية، حيث شهدت السنوات الأخيرة صعود نجوم مثل علي مبخوت في الإمارات وأحمد حجازي في مصر، يبقى كوستا مثالًا يُحتذى به في الالتزام والقيادة، مما يعزز أهمية القيم التي يحملها القائد الحقيقي داخل وخارج الملعب.