تحديات برشلونة المالية وتأثيرها على مشاركاته الأوروبية
تواصل الأزمات المالية التي يعاني منها نادي برشلونة التأثير سلباً على أدائه داخل وخارج الملعب، حيث فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) عقوبات جديدة على النادي. تواجه برشلونة اتهامات بانتهاك قواعد اللعب المالي النظيف (Financial Fair Play) للمرة الثانية خلال موسمين متتاليين.
خلاف حول تصنيف “الرافعات الاقتصادية” في حسابات برشلونة
تتمحور المشكلة الحالية حول كيفية تصنيف برشلونة لما يُعرف بـ”الرافعات الاقتصادية” ضمن تقاريرهم المالية المقدمة إلى الاتحاد الأوروبي. يعتقد الاتحاد أن هذه العمليات يجب أن تُعتبر دخلاً استثنائياً وليس مبيعات عادية. سبق وأن غُرم النادي مبلغ 500 ألف يورو العام الماضي بسبب مخالفة مماثلة، لكن العقوبة الجديدة قد تكون أكثر صرامة، وتشمل إمكانية خوض دوري أبطال أوروبا بقائمة مختصرة، أو خصم نقاط من مرحلة الدوري، أو فرض غرامة مالية كبيرة. في البداية، اقترح الاتحاد غرامة تصل إلى 60 مليون يورو على برشلونة.
مفاوضات لابورتا مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم
في خطوة تهدف إلى تخفيف العقوبات، سافر رئيس نادي برشلونة، جوان لابورتا، إلى ميونيخ لمتابعة نهائي دوري الأمم الأوروبية بين إسبانيا والبرتغال، حيث استغل الفرصة للقاء ألكسندر تشيفيرين، رئيس الاتحاد الأوروبي، لمناقشة الغرامة المحتملة. هذه كانت ثاني لقاء بينهما خلال أسابيع قليلة.
دافع لابورتا عن موقف النادي قائلاً إن “الرافعات” التي يستخدمها برشلونة معتمدة من قبل رابطة الدوري الإسباني ضمن حدود الرواتب، مشيراً إلى أن برشلونة كنادي مملوك لأعضائه لا يمكنه زيادة رأس المال من الملاك كما تفعل الأندية المنافسة، مما يحد من قدرته المالية. وأكد أن هذه العمليات مقبولة من قبل الاتحاد الأوروبي، وأن النادي سيستعيد قيمة هذه الأصول من خلال بيع نسبة من حقوق البث التلفزيوني لفترة محددة.
تخفيض الغرامة مع شروط صارمة
وفقاً لتقارير حديثة، وافق تشيفيرين على تقليل الغرامة من 60 مليون يورو إلى 15 مليون يورو، وهو ما يمثل تخفيفاً كبيراً لبرشلونة. لكن هذا التنازل مشروط بالتزام النادي الصارم بقواعد اللعب المالي النظيف التي تضعها كل من رابطة الدوري الإسباني والاتحاد الأوروبي خلال الموسم الحالي، وإلا ستُفرض الغرامة الأصلية كاملة.
تحديات برشلونة في حدود الرواتب
تضع هذه الشروط ضغطاً إضافياً على برشلونة فيما يتعلق بحدود الرواتب التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني. مؤخراً، أعلنت الرابطة أن النادي تجاوز سقف الرواتب المسموح به، لكن برشلونة يعمل على إقناع المدققين الماليين في شركة Crowe بقبول عقد إيجار بقيمة 100 مليون يورو لمقاعد كبار الشخصيات قبل نهاية يونيو. وفي حال عدم قبول هذا العقد، سيواجه النادي صعوبة في الامتثال للقيود المالية.
آفاق برشلونة في ظل الأزمات المالية
تُعد هذه الأزمة المالية اختباراً حقيقياً لقدرة برشلونة على إدارة أزماته الاقتصادية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني. على سبيل المثال، شهد الموسم الحالي تألق نجم عربي مثل رياض محرز في مانشستر سيتي، مما يبرز أهمية الاستقرار المالي لضمان التعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي. كما أن الأندية العربية مثل الهلال السعودي تستثمر بشكل متزايد في البنية التحتية واللاعبين لتعزيز مكانتها القارية، مما يضع برشلونة أمام تحديات إضافية للحفاظ على مكانته التاريخية.
