تحليل شامل لمنافسات الدوري الإسباني 2025/26: من يهيمن ومن يواجه الخطر؟
هل سيظل ريال مدريد متربعاً على عرش الليغا؟
مع اقترابنا من نهاية الثلث الأول من موسم 2025/26 في الدوري الإسباني، يبدو أن ريال مدريد يواصل فرض سيطرته على المنافسة. في آخر مباراة، سحق الفريق الأبيض فالنسيا بنتيجة 4-0، بفضل تألق كيليان مبابي الذي سجل هدفين، بالإضافة إلى هدف من جود بيلينجهام وآخر من ألفارو كاريراس الذي أحرز أول أهدافه مع الفريق. بهذا الانتصار، حافظ ريال مدريد على فارق النقاط الخمسة مع برشلونة، مستفيداً من الفوز الحاسم في الكلاسيكو.
رغم البداية القوية لأتلتيكو مدريد الذي سحق ريال مدريد في مواجهة سابقة بنتيجة 5-2، إلا أن فريق زين الدين زيدان رد بقوة، محققاً 10 انتصارات من أصل 11 مباراة، مع أفضل فارق أهداف في الدوري (+16). مبابي وصل إلى 13 هدفاً، وهو ضعف تقريباً ما سجله أقرب منافسيه جوليان ألفاريز. كما يحتل أردا جولر المركز الثاني في قائمة صانعي الأهداف برصيد 5 تمريرات حاسمة، خلف لويس ميلا من خيتافي.
ومع ذلك، لا يخلو الفريق من التحديات، حيث يغيب داني كارفاخال حتى يناير، ويعاني فرانكو ماستانتونو من إصابة قد تؤثر على مستواه طوال الموسم. رغم ذلك، يبدو أن خطة المدرب تشابي ألونسو المنهجية تؤتي ثمارها على أرض الملعب.
برشلونة: ما الذي يمنعهم من التعاقد مع ماركوس راشفورد؟
حقق برشلونة فوزاً بنتيجة 3-1 على إلتشي في ملعب مونتجويك، رغم خسارته في الاستحواذ. سجل لامين يامال وفيران توريس هدفين مبكرين، قبل أن يقلص رافا مير الفارق، ثم أضاف ماركوس راشفورد هدفاً قوياً بعد مرور ساعة من اللعب. هذا الأداء يعزز فرص راشفورد في البقاء مع الفريق بشكل دائم، خاصة مع تحسن مستواه الفني والتمريري من الجناح الأيسر.
راشفورد: “أحاول تقديم أفضل ما لدي. اليوم تمكنت من الأداء بشكل أفضل، وأنا سعيد ببدايتي. علينا أن نستمر كفريق.”
برشلونة يواجه تحديات مالية كبيرة تمنعه من تجديد عقد روبرت ليفاندوفسكي (37 عاماً)، مما يجعل البحث عن مهاجم قوي أولوية للموسم المقبل. كما أن الانتخابات الرئاسية المرتقبة والتغييرات المحتملة في الجهاز الفني تضيف مزيداً من الغموض على مستقبل الفريق. في ظل هذه الظروف، قد يكون التعاقد مع لاعب مثل كارل إيتا إيونغ من ليفانتي خياراً مثالياً لدعم الهجوم بجانب لامين، فيران، رافينيا وراشفورد.
أتلتيك بلباو: هل سينجح الفريق في استعادة توازنه؟
تزداد المشاكل داخل صفوف أتلتيك بلباو، الذي تراجع إلى المركز الحادي عشر بعد خسارته في ديربي الباسك بهدف في الدقيقة 92 سجله جون غوروتشاتيغي. الموسم الماضي، لم يخسر الفريق أكثر من أربع مباريات حتى مارس، أما هذا الموسم فقد تكبد خمس هزائم في 11 جولة فقط.
الإصابات أثرت بشكل كبير على أداء الفريق، حيث يعاني نيكو ويليامز من تراجع في اللياقة، فيما سيغيب إيناكي لفترة طويلة بسبب إصابة في العضلة الضامة. كما يعاني أوهيان سانسيت من مشاكل بدنية ولم يسجل أي هدف منذ الجولة الأولى، بينما خرج بينات برادوس من الموسم بسبب تمزق في الرباط الصليبي.
رغم ذلك، يمتلك المدرب إرنستو فالفيردي مجموعة من المواهب الواعدة مثل روبرت نافارو وميكيل جاوريجيزار، بالإضافة إلى ثنائي الدفاع المركزي القوي أيmeric لابورت وداني فيفيان. لكن المشاركة في دوري أبطال أوروبا قد تشكل عبئاً إضافياً على الفريق الذي يعاني في صناعة الأهداف، حيث سجل خمسة أهداف فقط في ثماني مباريات بعد بداية قوية بثلاث انتصارات متتالية.
ديربي الباسك تحت قيادة إرنستو فالفيردي.
رهان ريال بيتيس على أنطوني: هل يثمر؟
بعد بداية متواضعة، بدأ أنطوني نجم ريال بيتيس في التألق، حيث سجل هدفين في الفوز 3-0 على مايوركا. يُعتبر أنطوني أغلى صفقة للنادي الأندلسي خلال الخمس سنوات الماضية، وهو اللاعب الذي يأمل بيتيس أن يقود الفريق للعودة إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ عقدين.
يتميز بيتيس بوجود لاعبين مميزين مثل بابلو فورنالس، وناتان، صوفیان أمرابط، وجونيور فيربو، بالإضافة إلى أنطوني وإز عبدة، ما يمنح المدرب مانويل بيليغريني خيارات هجومية قوية. رغم بيع جوني كاردوسو وخيسوس رودريغيز، يظل الفريق منافساً قوياً بفضل تحسن الأداء الدفاعي والقدرة على الهجوم المرتد، خاصة إذا تعافى نيلسون ديوسّا من إصابته.
هل سينجو جيرونا وأوفيدو وفالنسيا من الهبوط؟
تتزايد المخاوف حول مصير فرق مثل جيرونا وأوفيدو وفالنسيا في الدوري الإسباني. فريق أوفيدو يعاني بشدة، حيث يُعتبر حارس مرماه أفضل لاعب في الفريق، ما يعكس ضعف الأداء الهجومي الذي لم يسجل سوى 7 أهداف حتى الآن. قد يكون خروجهم المبكر من كأس الملك فرصة للتركيز على البقاء في الدوري.
جيرونا، الذي شارك في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، يواجه خطر الهبوط وفقاً لنماذج التحليل الحديثة، خاصة مع اعتمادهم على أسلوب ميشيل الذي يفتقر إلى الفعالية الدفاعية، حيث من المتوقع أن يستقبل الفريق 83 هدفاً هذا الموسم. ويبرز دالي بليند كأفضل مدافع في الفريق رغم بلوغه 35 عاماً.
لا أعرف من أين سيأتي ميشيل برد فعل.
سيلعب أمام إشبيلية، سيلتا وليفانتي، وقد تكون هذه المباريات بمثابة استفتاء على مستقبله.
أما فالنسيا، فيواجه موسمًا صعبًا مع المدرب كارلوس كوربران، حيث خسر الفريق 4 من آخر 5 مباريات، ولم يحقق سوى فوز وحيد في معركة الأهداف المتوقعة. الجيل الجديد من اللاعبين مثل خافي غيرا ودييغو لوبيز وسيزار تارريغا لم يتمكن من إحداث نقلة نوعية حتى الآن.
رغم ذلك، من غير المرجح أن يهبط فالنسيا لأول مرة منذ 40 عاماً، لكن جيرونا وأوفيدو قد يواجهان خطر النزول إلى الدرجة الثانية، إلى جانب فرق أخرى مثل ليفانتي ومايوركا. حتى إشبيلية قد يجد نفسه في مأزق بسبب بناء الفريق الغريب وأداءه المتذبذب رغم قوة الضغط والاندفاع.
