نقلة نوعية في مسيرة نادي إسبانيول
يعيش نادي إسبانيول حالياً أفضل فتراته منذ سنوات طويلة، حيث عادت الحيوية والأمل إلى مدرجات ملعب RCDE، بعد فترة طويلة من التحديات والصعوبات. مع وصول فران غاراغارزا وتأكيد الثقة في مانولو غونزاليس، بالإضافة إلى الصعود إلى الدرجة الأولى، تم وضع أسس جديدة لنادي إسبانيول، الذي يشهد الآن أيضاً تغييرات في الملكية وقيادة جديدة. الفريق يحتل حالياً المركز التاسع بشكل مريح قبل فترة التوقف الثانية.
تحول جذري في أداء الفريق
شهد الفريق تحوّلاً كاملاً هذا الموسم، حيث كان البقاء في الدرجة الأولى الموسم الماضي نقطة انطلاق حاسمة. هذا النجاح فتح الباب أمام تغييرات جذرية في سوق الانتقالات الصيفي، مما أدى إلى تجديد شامل في التشكيلة التي كانت تفتقر إلى البدائل والجودة. فران غاراغارزا كان العقل المدبر وراء هذا التطور، حيث تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة رغم الموارد المحدودة.
إدارة مالية ناجحة وسط تحديات كبيرة
عندما تولى غاراغارزا منصب المدير الرياضي، كان إسبانيول في الدرجة الثانية ويعاني من ديون بلغت 57 مليون يورو، مما جعل المشروع يبدو غير مستقر. لكن خلال عامين فقط، نجح النادي في استعادة توازنه المالي بفضل إدارة ذكية لسوق الانتقالات، حيث حقق النادي إيرادات تجاوزت 63 مليون يورو من خلال صفقات بيع وشراء مدروسة. الصرامة التي فرضها غاراغارزا واحترام النادي في السوق ساعدا في تحسين وضع النادي المالي بشكل ملحوظ.

13/03/24 RCD ESPANYOL
نجاحات بارزة في سوق الانتقالات
من أبرز الصفقات التي ساهمت في تعزيز النادي كانت تجديد عقد خوان غارسيا ورفع قيمة الشرط الجزائي له رغم قلة مشاركاته، مما منح النادي هامشاً أكبر في التفاوض. كما فرض غاراغارزا مع غونزاليس معايير أعلى على الفريق من الناحية الرياضية، وهو ما ظهر جلياً في بداية الموسم الحالي، حيث يجمع الفريق بين العمل الجاد والالتزام.
على الرغم من أن إسبانيول كان الأقل إنفاقاً على الصفقات بين أندية الدوريات الكبرى الموسم الماضي، إلا أنه تمكن من الحفاظ على مكانته في الدرجة الأولى. اعتمد النادي على صفقات مجانية أو إعارات ناجحة مثل كومبولا، روميرو، كرال، روبرتو وأوركو، حيث أصبح بعض هؤلاء اللاعبين الآن من ممتلكات النادي الأساسية.
إحياء أكاديمية الشباب وتعزيز الحضور الاجتماعي
من الركائز الأساسية التي عمل عليها النادي منذ تطبيق خطته الاستراتيجية الأولى هو تطوير أكاديمية الشباب من خلال مشروع قيم La21، بالإضافة إلى توسيع قاعدة الجماهير. يزداد عدد اللاعبين الشباب في الفريق الأول بشكل ملحوظ، ويحتل إسبانيول المرتبة الثالثة في الليغا من حيث عدد اللاعبين القادمين من الأكاديمية.
تجديد عقود لاعبين مثل بوادو وأهمية لاعبين مثل عمر الهلالي وبول لوزانو يعكس نجاح هذا المشروع الذي يتطور باستمرار. يبلغ متوسط عمر الفريق الآن 25 عاماً، مما يجعله من بين أصغر التشكيلات في الليغا، وهو مؤشر إيجابي لمستقبل النادي، خاصة مع سياسة الإعارات التي تسمح للشباب بالتألق في أندية أخرى داخل إسبانيا.
هدف بوادو (2-2) في مباراة إسبانيول ضد فالنسيا
على الصعيد الاجتماعي، يشهد إسبانيول فترة ازدهار غير مسبوقة، مع تسجيل أرقام قياسية في عدد المشتركين، الأعضاء، وحضور الجماهير في كل مباراة على أرضه. رغم السنوات الصعبة التي مر بها النادي، لم يتراجع دعم الجماهير، مما يعكس ولاءً قوياً. النادي يعيش الآن مرحلة متقدمة في جميع جوانبه، ويأمل أن تكون هذه القاعدة المتينة بداية لعهد جديد من النجاح والتطور.