جدل حول ظروف اللعب في الدوري الإسباني: هكتور بيليرين يطالب بحماية أفضل للاعبين والجماهير
تحديات الطقس وتأثيرها على المباريات
أعرب الظهير الأيسر لفريق بيتيس، هكتور بيليرين، عن استيائه من الظروف المناخية التي أُجريت فيها مباراة فريقه ضد ليفانتي في ملعب سيوداد دي فالنسيا، حيث بلغت درجات الحرارة حوالي 30 درجة مئوية مع رطوبة عالية تجاوزت 80%، مما جعل اللعب تحت أشعة الشمس الحارقة أمراً قاسياً على اللاعبين والجماهير على حد سواء. وأشار بيليرين إلى أن جدولة المباريات في مثل هذه الأوقات لا تراعي صحة المشاركين، معبراً عن رفضه لعدم مرونة مواعيد الدوري الإسباني (LaLiga).
وقال بيليرين: “لا أريد أن تُفهم كلماتي كذريعة، لكن اللعب في حرارة 30 درجة ورطوبة 80% في منتصف سبتمبر أمر لا يطاق. ومع ذلك، نتحمل المسؤولية ونلعب.”
رد إدارة الدوري على الانتقادات
رد رئيس LaLiga، خافيير تيباس، على تصريحات بيليرين بعد 24 ساعة، موضحاً أن درجة الحرارة المتوسطة كانت 30 درجة، بينما بدأ اللقاء بدرجة حرارة 28 وفقاً لبيانات الوكالة الإسبانية للأرصاد الجوية (AEMET). وأوضح أن شدة أشعة الشمس في وقت المباراة ربما كانت السبب في المعاناة التي شهدها اللاعبون.
وأضاف تيباس: “لا أحب أن تحدث حالات إغماء خلال المباريات، ونعمل على اتخاذ إجراءات وقائية مثل توزيع المياه والقبعات، وهو ما تم في مناسبات سابقة. في هذه المباراة، كان هناك تقصير في بعض التفاصيل مثل توزيع المياه، رغم توزيع القبعات. في إشبيلية، على سبيل المثال، لعبنا في درجات حرارة أعلى مع تعرض المدرجات للشمس، لكن مع توفير المياه والقبعات لم تحدث مشاكل.”

رسائل نشرها هكتور بيليرين عبر إنستغرام
مطالب بيليرين لتعزيز سلامة الجميع في الملاعب
واصل بيليرين تأكيد موقفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستشهداً بحادثة مماثلة في ملعب كوليسيوم حيث أُقيمت مباراة في وقت الظهيرة، مما استدعى تدخل الطواقم الطبية لعلاج عدد من الجماهير الذين تعرضوا للإغماء بسبب الحرارة. وأوضح أن تصريحاته لم تكن مجرد تذمر، بل كانت دعوة صريحة لتحسين معايير السلامة لجميع المشاركين في المباريات، من لاعبين وأطقم فنية وعاملين ومشجعين.
وقال بيليرين: “كلامي كان نداءً لمراجعة البروتوكولات التي تفضل مصالح قلة على حساب صحة وسلامة الكثيرين الذين نرغب في الاستمتاع بعملنا والحدث الرياضي في بيئة آمنة، خاصة وأن ذلك ممكن.”
ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية وتأثيرها على الرياضة
أشار اللاعب إلى أن التغيرات المناخية المتسارعة في إسبانيا والعالم تتطلب اتخاذ تدابير جديدة لحماية صحة الجميع، مؤكداً أن الأمر لا يقتصر على اللاعبين فقط، بل يشمل كل من يتواجد في الملاعب. وأضاف: “رغم وعيي الكامل بالرواتب والامتيازات، لا يمكننا قبول أن يكون عملنا مصحوباً بمخاطر صحية لنا وللجماهير.”
تأتي هذه المطالب في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً متزايداً في درجات الحرارة، حيث سجلت بعض المدن العربية مثل الرياض والقاهرة في صيف 2025 درجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية، مما يسلط الضوء على أهمية إعادة جدولة المباريات لتفادي المخاطر الصحية.