رحلة إيدر ميليتاو مع ريال مدريد: تحديات وإصرار على التألق
بداية مشواره مع النادي الملكي
في 14 مارس 2019، أعلن ريال مدريد عن تعاقده مع المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو بعقد يمتد لست سنوات، مقابل 50 مليون يورو دفعها للنادي البرتغالي بورتو. خلال موسمي 2019-20 و2020-21، ظل ميليتاو لاعبًا احتياطيًا تحت قيادة زين الدين زيدان، حيث شارك في 15 و14 مباراة في الدوري الإسباني على التوالي، قبل أن يبرز دوره الحيوي مع قدوم المدرب كارلو أنشيلوتي.
تطور ميليتاو وتألقه في قلب الدفاع
مع انضمام ديفيد ألابا إلى خط الدفاع المركزي، أصبح ميليتاو ركيزة أساسية في تشكيلة ريال مدريد، خاصة بعد رحيل رافاييل فاران وسيرجيو راموس إلى مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان على التوالي. ساهم الثنائي في استعادة اللقب المحلي من أتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا، مما عزز مكانة ميليتاو كواحد من أبرز المدافعين في العالم.
إصابة مفاجئة تعرقل مسيرته
مع بداية موسم 2023-24، تعرض ميليتاو لإصابة خطيرة في الركبة خلال المباراة الافتتاحية ضد أتلتيك بلباو، حيث تمزق الرباط الصليبي الأمامي في ركبته اليسرى. انضم إليه لاحقًا ألابا وحارس المرمى تيبو كورتوا في قائمة المصابين بنفس الإصابة، لكن ذلك لم يمنع ريال مدريد من تحقيق الثنائية المحلية والأوروبية مرة أخرى تحت قيادة أنشيلوتي.
العودة السريعة والتحديات الجديدة
رغم توقع غيابه لمدة عشرة أشهر، عاد ميليتاو إلى الملاعب بعد سبعة أشهر فقط، حيث بدأ تدريجيًا في استعادة مستواه، وشارك مع منتخب البرازيل في كوبا أمريكا، حيث لعب بجانب ماركينيوس. رغم أنه أضاع ركلة ترجيح حاسمة أمام الأوروغواي، إلا أن أداؤه كان مميزًا في البطولة التي أقيمت في الولايات المتحدة.
مع انطلاق موسم 2024-25، بدأ ميليتاو بشكل قوي، متعاونًا مع أنطونيو روديجر في قلب الدفاع، وساهم في الفوز 2-0 على أتالانتا في كأس السوبر الأوروبي. أظهر المدافع البرازيلي قوته البدنية الكبيرة وحسه التكتيكي المتميز، حيث سجل هدفًا في ديربي مدريد، مما أعاد الأمل في عودته إلى أفضل مستوياته.
إصابة جديدة تهدد مستقبله
في 9 نوفمبر، تعرض ميليتاو لإصابة جديدة خلال مباراة الفوز 4-0 على أوساسونا، حيث غادر الملعب على نقالة بعد 30 دقيقة فقط من اللعب. تم تشخيص الإصابة بتمزق كامل في الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليمنى، مما أعاد اللاعب إلى نقطة البداية في رحلة التعافي.
رحلة التعافي والعودة إلى المنافسات الكبرى
خضع ميليتاو لعملية جراحية مع فترة تعافي طويلة استمرت حوالي تسعة أشهر، عاد بعدها تدريجيًا إلى التدريبات والمباريات. شارك في كأس العالم للأندية 2025، حيث جلس على مقاعد البدلاء في مباريات خروج المغلوب ضد يوفنتوس وبوروسيا دورتموند، قبل أن يعود للمشاركة في 9 يوليو.

في نصف نهائي البطولة أمام باريس سان جيرمان، دخل ميليتاو كبديل في الدقيقة 64، وقدم أداءً مميزًا رغم عدم تمكن الفريق من العودة في النتيجة. سجل ثلاث تدخلات ناجحة واعتراض واحد، بالإضافة إلى محاولتين للتسديد، وفاز بجميع المواجهات الأرضية التي خاضها، وأكمل 10 من أصل 12 تمريرة بدقة عالية.
تصريحات ميليتاو حول تحديات الإصابة
قال ميليتاو بعد المباراة: “كانت إصابة الرباط الصليبي فترة صعبة للغاية بالنسبة لي. عملت بجد لأصل إلى هذه اللحظة، لأحصل على هذه الفرص وأساعد الفريق بأي طريقة ممكنة. أنا سعيد لأنني تمكنت من تقديم المساعدة.”
مستقبل ميليتاو مع ريال مدريد: هل يتجاوز محنة الإصابات؟
لقد أثبت ميليتاو بالفعل أنه من بين أفضل المدافعين في العالم، لكن تعرضه لإصابتين متتاليتين في الرباط الصليبي لكلتا الركبتين يطرح تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على لياقته طوال الموسم. يأمل كل من زابي ألونسو وكارلو أنشيلوتي أن تكون هذه الإصابات هي نهاية معاناته، وأن يعود ميليتاو بقوة لموسم 2025-26 ليواصل كتابة اسمه بين أساطير ريال مدريد.