تحليل نقدي لسياسة التعاقدات في نادي النصر
إنفاق ضخم مقابل خسائر متكررة
أثار الإعلامي الرياضي عبد الرحمن الجماز جدلاً واسعًا حول استراتيجية التعاقدات في نادي النصر، متسائلًا عن مصادر التمويل التي يعتمد عليها النادي في إبرام صفقات بمبالغ مالية ضخمة، ثم التنازل عن بعض اللاعبين بأثمان زهيدة لا تعكس القيمة الحقيقية التي دفعها النادي في البداية.
يُلاحظ أن النصر يتبع نمطًا متكررًا يتمثل في شراء لاعبين بأسعار مرتفعة ثم التفريط فيهم مقابل مبالغ أقل بكثير، وهو ما يثير تساؤلات حول جدوى هذه السياسة مقارنة بأندية أخرى في الدوري السعودي التي تتبع استراتيجيات أكثر استدامة.
تباين بين القيمة السوقية والأداء الفني
أشار الجماز إلى وجود اعتراضات على بعض الصفقات التي أبرمها النصر، خاصة تلك التي تجاوزت قيمتها السوقية مستوى أداء اللاعبين، مستشهدًا بحالة اللاعب البرتغالي جواو فليكس، الذي كان ضمن خيارات المدرب لويس كاسترو، لكن الصفقة لم تكتمل رغم الجدية في المفاوضات، وهو ما يعكس عدم التوافق بين الطموحات الفنية والمالية للنادي.
كما ذكر الجماز أن النصر سبق له أن تخلص من لاعبين مثل أوتافيو ولا بورت في صفقات لم تحقق العائد المتوقع، مما يؤكد أن النادي يعاني من خلل في تقييم اللاعبين وإدارة الموارد المالية.
تساؤلات حول مصادر التمويل والشفافية المالية
في ختام تحليله، تساءل الجماز عن مصادر الأموال التي يستخدمها النصر في تمويل صفقاته، خاصة في ظل الأنباء المتداولة عن تجديد عقد كريستيانو رونالدو بأرقام خيالية، بالإضافة إلى مزاعم تجميد مبلغ 600 مليون ريال كان مخصصًا لكأس العالم، مما يثير فضول الرأي العام حول شفافية إدارة النادي ومصادر تمويله.
مقارنة مع تجارب عربية وعالمية
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأندية العربية والدولية تواجه تحديات مماثلة في إدارة التعاقدات، حيث شهد نادي الأهلي المصري في موسم 2023 صفقات ضخمة لم تحقق النتائج المرجوة، بينما نجح نادي الهلال السعودي في تحقيق توازن بين الإنفاق والنتائج، مما يعكس أهمية التخطيط المالي والفني المتكامل.
في السياق الدولي، يُعد نادي باريس سان جيرمان مثالًا على الأندية التي تنفق مبالغ طائلة على اللاعبين، لكنها تحرص على تحقيق عوائد رياضية وتجارية ملموسة، وهو ما يفتقده النصر في بعض صفقاته الأخيرة.