احتفالات باريس سان جيرمان بعد الفوز التاريخي بدوري أبطال أوروبا
انطلاق موكب النصر في شوارع باريس
بعد تحقيق باريس سان جيرمان لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، احتشد الآلاف من المشجعين على طول شارع الشانزليزيه الشهير يوم الأحد 1 يونيو 2025، للاحتفال بفوز فريقهم الساحق على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في نهائي البطولة الذي أقيم في ميونيخ. انطلق موكب الفريق على حافلة مكشوفة وسط هتافات وصيحات الجماهير التي رفعت أعلام النادي باللونين الأزرق والأحمر.
أجواء الفرح وسط حضور جماهيري هائل
تجمع المشجعون خلف الحواجز الأمنية، حيث كان رجال الشرطة في صفوف متراصة للحفاظ على النظام. ومع ظهور الحافلة، ارتفع صوت الهتافات، ورفع القائد ماركينيوس الكأس بفخر قبل أن يمرره إلى زملائه، الذين ظهر بعضهم يرتدي نظارات شمسية. انضم المدرب لويس إنريكي إلى الجماهير في ترديد نشيد النادي، فيما أرسل النجم عثمان ديمبلي قبلات إلى المشجعين.
ظلال الحزن على فرحة الانتصار
رغم أجواء الاحتفال، شهدت الليلة مأساة بفقدان شخصين وإصابة نحو 200 آخرين خلال الاحتفالات التي تخللتها أعمال عنف في بعض المناطق. فقد قُتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً في مدينة داكس جنوب غرب فرنسا إثر طعنة خلال احتفال في الشارع، كما لقي شاب في العشرينات مصرعه في باريس بعد اصطدام دراجته النارية بسيارة، التي تم توقيف سائقها للتحقيق.
تدخلات أمنية وإصابات بين رجال الشرطة
تعرض شرطي لإصابة خطيرة في عينه جراء انفجار ألعاب نارية خلال تجمع في كوتانس شمال غرب فرنسا، مما استدعى وضعه في غيبوبة صناعية. وأكدت الشرطة إصابة 201 شخصاً في العاصمة، من بينهم أربعة بحالة حرجة. كما شهدت مدينة غرونوبل حادثة دهس متعمدة لمشجعين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أو أربعة أشخاص، وتم توقيف السائق. وأفادت التقارير عن رشق الحجارة على رجال الإطفاء والشرطة الذين ردوا باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
عرض ضوئي وحفل في ملعب بارك دي برانس
تسعى السلطات والنادي إلى التركيز على فرحة الفوز بدلاً من أحداث العنف، حيث سمح بحضور ما يصل إلى 110,000 شخص على طول الشانزليزيه لمتابعة الموكب. وفي وقت لاحق، انضم الفريق إلى الجماهير في ملعب بارك دي برانس، حيث أقيم حفل موسيقي وعرض ضوئي لتقديم كأس دوري أبطال أوروبا رسمياً.

إجراءات أمنية مشددة وتأثيرها على فعاليات أخرى
تم إغلاق مناطق واسعة في وسط باريس أمام حركة المرور، ما أثر على تنظيم بطولة فرنسا المفتوحة للتنس المجاورة. ونُشر آلاف من رجال الأمن للحفاظ على النظام، مستخدمين تكتيكات مشابهة لما حدث ليلة السبت، حيث تم استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتجمهرين عند قوس النصر.
اعتقالات وأعمال شغب خلال الاحتفالات
بحلول الساعة الثانية صباحاً من يوم الأحد، تم اعتقال 294 شخصاً، بينهم 30 اقتحموا متجر أحذية في الشانزليزيه. كما أُحرقت سيارتان قرب ملعب بارك دي برانس. في ميدان الباستيل، شهدت الاحتفالات مشاهد بهيجة مع تسلق المشجعين لقاعدة العمود الشهير، وإشعال الألعاب النارية، ورقص وغناء جماعي. وأثار صوت محركات الدراجات النارية حماس الحضور الذين هتفوا بحرارة، وسط غياب تام للشرطة في تلك اللحظات.
تصريحات الشرطة حول أسباب العنف
أرجع قائد شرطة باريس لوران نونيز أعمال الشغب إلى “آلاف الأشخاص الذين حضروا بهدف ارتكاب أعمال عنف بدلاً من متابعة المباراة”. وأشار إلى أن مثل هذه الاضطرابات ليست جديدة، حيث شهدت العاصمة أحداثاً مماثلة بعد تتويج فرنسا بكأس العالم 2018.

