تغييرات جذرية في إدارة التحكيم الإسباني: البحث عن قادة جدد
تسعى الاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى إعادة تشكيل هيكل التحكيم في البلاد بعد إقالة لويس ميدينا كانتاليخو ونوابه يوم الخميس، في خطوة تهدف إلى إصلاح الأوضاع المتوترة التي شهدها الموسم الأخير. وقد برز اثنان من المرشحين الأقوياء لتولي المسؤولية في المرحلة القادمة.
خلفية الأزمة وتأثير شكاوى الأندية الكبرى
جاءت هذه التغييرات بعد موجة من الانتقادات المتكررة، لا سيما من نادي ريال مدريد، الذي طالما أعرب عن استيائه من أداء الحكام. استجابةً لهذه الضغوط، قرر الاتحاد الإسباني إقالة رئيس اللجنة الفنية للتحكيم، ميدينا كانتاليخو، بالإضافة إلى أنطونيو روبينوس بيريز ونواب الرئيس فيسنتي ليزوندو كورتيز، برناردينو غونزاليس فازكيز وخوسيه لويس ليسما لوبيز، في محاولة لإعادة الثقة إلى منظومة التحكيم.
المرشحان الأبرز لقيادة التحكيم الإسباني
وفقاً لتقارير إعلامية، من المتوقع الإعلان عن القائد الجديد للجنة التحكيم في الثاني من يوليو، مع ترشيح اثنين من أبرز الأسماء:
يولاندا بارغا: رائدة التحكيم النسائي
تعتبر يولاندا بارغا، المسؤولة حالياً عن تحكيم مباريات السيدات، من أبرز المرشحات لتولي المنصب. إذا تم تعيينها، ستكون أول امرأة تتولى هذا الدور في تاريخ الاتحاد الإسباني. من العوامل التي تدعم ترشيحها هو عدم ارتباطها بفترة خوسيه ماريا إنريكيز نيغيريا، التي تشهد تحقيقات فساد مستمرة. ومع ذلك، يثير زواجها من ميخيا دافيلا، مندوب ريال مدريد في المباريات والحكم السابق، بعض التساؤلات حول استقلاليتها.

ديفيد فرنانديز بوربالان: خبرة التحكيم في الليغا
المنافس الرئيسي ليولاندا هو ديفيد فرنانديز بوربالان، الحكم السابق في الدوري الإسباني، الذي يمتلك خبرة واسعة في مجال التحكيم. رغم ذلك، فإن ارتباطه بفترة نيغيريا يمثل نقطة خلافية لدى البعض، حيث يعتبرها البعض خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. من المتوقع أيضاً تعيين خافيير لوزانو، المدير السابق لمنتخب إسبانيا لكرة الصالات، كرئيس تنفيذي للجنة التحكيم، مما يعكس توجه الاتحاد نحو دمج خبرات متنوعة في الهيكل الجديد. حالياً، يعمل فرنانديز كخبير تحكيم ومدرس للحكام.
آفاق التحكيم الإسباني في ظل التغييرات الجديدة
تأتي هذه الخطوات في وقت يشهد فيه التحكيم العالمي تطورات كبيرة، مع اعتماد تقنيات الفيديو VAR بشكل أوسع، حيث تشير الإحصائيات إلى أن استخدام تقنية VAR قلل من الأخطاء التحكيمية بنسبة تصل إلى 30% في الدوريات الكبرى مثل الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي. في العالم العربي، شهدنا أيضاً تحسناً ملحوظاً في جودة التحكيم، خاصة في دوري أبطال آسيا وكأس العرب، مما يعكس أهمية تحديث الهياكل الإدارية والفنية للتحكيم.
من المتوقع أن تسهم هذه التغييرات في الاتحاد الإسباني في تعزيز الشفافية والاحترافية، مما ينعكس إيجابياً على نزاهة المنافسات ويعيد الثقة بين الأندية والجماهير.