إلغاء محاكمة فريق الرعاية الطبية لدييغو مارادونا وإعادة فتح القضية
بعد أسابيع من جلسات الاستماع وشهادات أكثر من 40 شاهداً، ألغت محكمة أرجنتينية يوم الخميس 29 مايو 2025 محاكمة الفريق الطبي الذي كان يعالج أسطورة كرة القدم الراحل دييغو مارادونا، وذلك بسبب فضيحة تتعلق بميني سيريز تلفزيوني. وبناءً على ذلك، ستُعاد المحاكمة من جديد أمام هيئة قضائية جديدة مكونة من ثلاثة قضاة، في قضية تأخرت طويلاً منذ وفاة مارادونا في عام 2020، والتي يُشتبه بأنها ناجمة عن إهمال طبي جسيم.
تداعيات تورط القاضية في إنتاج وثائقي
اضطرت القاضية جولييتا ماكينتاخ إلى الانسحاب من القضية هذا الأسبوع بعد الكشف عن مشاركتها في إنتاج ميني سيريز وثائقي يتناول القضية، مما أثار تساؤلات حول خرقها لقواعد السلوك القضائي. وأعلن زميلها القاضي ماكسيميليانو سافارينو إلغاء المحاكمة، مشيراً إلى أن تصرفات ماكينتاخ “ألحقت ضرراً” بسير الإجراءات التي شهدت شهادات مؤثرة ومؤلمة، منها شهادات أبناء مارادونا.
ردود فعل عائلية غاضبة
عبرت جنى مارادونا، ابنة اللاعب، عن غضبها الشديد أمام وسائل الإعلام قائلة: “لست هادئة، أنا غاضبة وأكرههم!”، فيما وصفت شريكة مارادونا السابقة، فيرونيكا أوجيدا، ما حدث بأنه “فضيحة”، لكنها أضافت: “لو اضطررت للشهادة ألف مرة أخرى، سأفعل.”
ظروف وفاة مارادونا والتهم الموجهة للفريق الطبي
توفي مارادونا، الذي يُعتبر من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، في نوفمبر 2020 عن عمر يناهز 60 عاماً أثناء تعافيه من جراحة دماغية. وأظهرت التقارير الطبية أن سبب الوفاة كان فشل القلب والوذمة الرئوية الحادة، وهي حالة تتجمع فيها السوائل في الرئتين، بعد أسبوعين من العملية. ويواجه الفريق الطبي المكون من سبعة أشخاص اتهامات بالإهمال الجسيم في رعاية مارادونا خلال فترة تعافيه في المنزل.
بدأت المحاكمة في 11 مارس 2025، حيث اتهم المدعون الفريق الطبي بالتخلي عن مارادونا لفترة طويلة ومؤلمة قبل وفاته. وأفادت ابنته جيانينا مارادونا في المحكمة أن والدها كان محتجزاً في مكان “مظلم وقبيح ووحيد”، وأن من اعتنوا به كانوا أكثر اهتماماً بالمكاسب المالية من صحته.
التحقيقات في سلوك القاضية وتأثيرها على سير العدالة
توقفت الإجراءات القضائية مؤقتاً بعد أن تعرضت القاضية ماكينتاخ للتحقيق بسبب تصوير غير مصرح به داخل المحكمة. نفت القاضية ارتكاب أي مخالفة، لكن بعد مداهمات الشرطة وتعليق الجلسات لمدة أسبوع، ظهرت أدلة أثارت الشكوك حول سلوكها. تم عرض مقطع دعائي لمسلسل تلفزيوني بعنوان “العدالة الإلهية” في قاعة المحكمة، يظهر ماكينتاخ وهي تتجول في أروقة المحكمة مرتدية كعباً عالياً، بينما تُعرض تفاصيل مأساوية عن وفاة مارادونا. أثار هذا الفيديو جدلاً واسعاً، حيث تضمن تسجيلات غير مصرح بها داخل المحكمة ومقابلات مع القاضية أمام الكاميرا.
تم تعليق مهام ماكينتاخ وفتح تحقيق تأديبي ضدها بتهم تشمل انتهاك الحياد القضائي، استغلال النفوذ، وربما الرشوة.
تداعيات القضية على المشهد الرياضي والقانوني
تُعد هذه القضية من أبرز القضايا التي تجمع بين الرياضة والقانون في الأرجنتين والعالم العربي، حيث يتابعها عشاق كرة القدم عن كثب. وفي ظل تزايد حالات الإهمال الطبي في رعاية الرياضيين، تبرز أهمية ضمان حقوق اللاعبين حتى بعد اعتزالهم أو في أوقات ضعفهم الصحية. على سبيل المثال، شهدت الساحة الرياضية العربية مؤخراً قضايا مشابهة تتعلق برعاية لاعبين كبار مثل محمد أبو تريكة الذي تعرض لمشاكل صحية بعد اعتزاله، مما أثار نقاشات حول مسؤولية الأندية والهيئات الطبية.
أهمية الشفافية والمساءلة في الرياضة
تُظهر هذه القضية الحاجة الملحة لتعزيز الشفافية والمساءلة في التعامل مع نجوم الرياضة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابات والأمراض المزمنة بين اللاعبين. فكما أن مارادونا كان رمزاً عالمياً لكرة القدم، فإن قصته تذكير صارخ بأن حتى الأساطير تحتاج إلى رعاية طبية محترفة ومسؤولة.
مستقبل القضية وتأثيرها على العدالة الرياضية
مع إعادة فتح المحاكمة أمام هيئة قضائية جديدة، يترقب الجميع تطورات القضية التي قد تشكل سابقة في كيفية تعامل الأنظمة القضائية مع قضايا الإهمال الطبي في الرياضة. كما أن هذه القضية تفتح الباب أمام مراجعة القوانين واللوائح التي تحكم رعاية الرياضيين، خصوصاً في الدول التي تشهد تطوراً سريعاً في قطاع الرياضة مثل الأرجنتين ودول الخليج.