نظمت اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية صبيحة اليوم، المنتدى الرابع للرياضيين الجزائريين، والذي جرت فعالياته بفندق الأوراسي بالعاصمة، يهدف هذا المنتدى لطرح الانشغالات والمشاكل التي تعترض طريق الرياضيين وتسهم في التأثير سلبا على نتائجهم، ويأتي هذا المنتدى بغية إيجاد حلول لهذه العراقيل لتوفير مناخ ملائم للرياضيين من أجل تحقيق الأفضل للرياضة الجزائرية.
وجاء هذا المنتدى فرصة للرياضيون ورؤساء الاتحاديات وحتى المدربين لنقل انشغالاتهم والمشاكل التي تعترض مسيرتهم، حيث أنهم مطالبون دائما باحراز النتائج الإيجابية وصعود منصة التتويج، لكنهم في المقابل يحتاجون لعدة إمكانيات مادية وبسيكولوجية وبشرية لتحقيق ذلك، واتفق أغلب المتدخلين على ضرورة تجسيد القرار المتعلق بادماج رياضيي النخبة في مناصب العمل، بالإضافة لضرورة توفير التربصات اللازمة خاصة للتحضير للاستحقاقات الدولية، بالإضافة لقانون التقاعد، والمطالبة بتوفير التجهيزات والهياكل الضرورية والمراعية للمقاييس الدولية في مراكز التحضير.
مشاركة كوكبة من ألمع نجوم الرياضة الجزائرية
شهدت أشغال المنتدى، حضور كوكبة من ألمع نجوم الرياضية الجزائرية، الذين ساهموا سابقا وحاضرا في صناعة أمجاد الرياضة الجزائرية، ومنهم من مازال يشرف الوطن في مختلف المحافل العالمية والأولمبية.
من بين الأسماء الحاضرة على سبيل المثال لا الحصر عبد الرحمن حماد رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، خير الدين برباري الأمين العام للجنة، سليمة سواكري عضو اللجنة الدولية للجيدو، يسين سيليني رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو، يسين لوعيل رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، محمد بسعد نائب رئيس الاتحاد الافريقي للتنس، بالإضافة لمحمد علالو بطل اولمبي سابق في تخصص الملاكمة، زبيدة بويعقوب بطلة افريقيا للجيدو، سعيدي سياف علي بطل اولمبي ألعاب القوى تخصص 5000 ومتر، مالك لواحلة بطل الجزائر في 200 و400 متر، بطل العاب القوى عبد المالك لحولو، اللاعب الدولي السابق في كرة اليد عبد السلام بن مغسولة وغيرهم من الوجوه الرياضية المعروفة بالإضافة لمدربين وأطقم فنية وإعلاميين رياضيين معروفين من بينهم الإعلامي والمعلق الرياضي بشيري محرز.
أدار اشغال المنتدى يوسف تزير مدير الإعلام في اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، الذي رحب بالحضور وأهم الملفات التي سيتطرق لها المنتدى بالإضافة على الهدف الرئيسي من تنظيمه والمتمثل في نقل انشغالات الرياضيين وتبادل الأفكار ووجهات النظر لإيجاد حلول للمشاكل المطروحة.
اشادة بقرار الوزارة المتعلق بإدماج رياضيي النخبة في مناصب عمل
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، جدد عبد الرحمن حماد رئيس اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، تأكيده على سعيه الدائم للاستماع لانشغالات ومشاكل رياضيي النخبة، بغية إعادة أمجاد الرياضة الجزائرية التي لطالما صنعت أفراح الجزائريين، برفعها الراية الوطنية عاليا في أكبر المحافل الدولية.
مشيدا بالقرار الذي اتخذته وزارة الشباب والرياضة في الأشهر الماضية والخاص بالتحاق رياضيي النخبة والمستوى العالي ببعض بأسلاك الإدارة العمومية، وترقيتهم وإدماجهم وانتدابهم.
متمنيا أن يتم تجسيد هذا القرار في أقرب الآجال، ليساهم في التخفيف من المشاكل المادية التي يعيشها بعض الرياضيين الذين قدموا الكثير لإعلاء الراية الوطنية.
تحديات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط
مضيفا بأن التحدي الأكبر للرياضيين الجزائريين خلال سنة 2022 هو دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة بمدينة وهران خلال الصائفة المقبلة، كما وعد بتقديم كل الدعم اللازم لهم لتحقيق النتائج الإيجابية، متمنيا أن تكلل جهودهم بالتوفيق وأن يتمكنوا من تشريف الراية الوطنية في هذا المحفل المتوسطي الهام.
في أخر كلمته قال حماد” أتمنى يخرج هذا المنتدى بتوصيات واعدكم باننا سنسعى لتطبيقها وتجسيدها في الميدان”.
وفي كلمته أكد الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية خير الدين برباري الوفد الجزائري حرص اللجنة على تقديم الدعم والمساندة للرياضيين بغرض تشريف الراية الوطنية، خاصة خلال الموعد المتوسطي وهران 2022، مؤكدا عزم الرياضيين الجزائريين على رفع التحدي وأنه على ثقة أنهم سيقدمون أحسن ما عندهم لتشريف الراية الوطنية.
بعض المراكز الرياضية في الجزائر تحتاج لإمكانيات إضافية
من جهته تحدث يسين لوعيل رئيس اتحادية العاب القوى في مداخلته عن أهمية التكوين والدراسة بالنسبة للرياضي، مضيفا بأن الجزائر تملك إمكانيات وطاقات شبانية كبيرة تحتاج إلى الأخذ بيدها وتوفير الظروف الملائمة من أجل تحقيق الإنجازات ورفع الراية عاليا في مختلف الاستحقاقات الدولية، مؤكدا أن مراكز التدريب على المستوى الوطني متوفرة، لكنها للأسف لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة لراحة الرياضيين كما تعرف نقائص كبيرة في التجهيزات والوسائل، متمنيا أن يتم إيلاء أهمية لهذا المشكل المتمثل في نقص التجهيزات والتقنيات الحديثة والمواكبة للتطورات التكنولوجي، مؤكدا أن بعض المراكز لا تتوفر على أدنى وسائل الراحة للرياضي كالتدفئة مثلا.
ومن أبرز المحاور التي دار حولها النقاش في المنتدى، كيفية التعامل مع التحديات المتعلقة بتقاعد الرياضيين، ومحور تربصات الرياضيين بالتزامن مع كوفيد 19، ومحور مخصص لتحضيرات ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، بالإضافة لملف التكفل بالمواهب الشابة تحضيرا للمنافسات الأولمبية 2024 و2028.
يذكر أن المشاركة الجزائرية في أولمبياد طوكيو 2021، كانت مخيبة للآمال ولم تحقق الأهداف المرجوة، حيث كانت النتائج خلالها سلبية للغاية ومناقضة للتطلعات التي حددتها الاتحاديات الرياضية، رغم الإمكانيات المادية التي تم تخصيصها من طرف الدولة لتحضير الرياضيين ليكونوا في الموعد خلال مختلف المنافسات التي شاركت فيها الرياضة الجزائرية وللنهوض بالرياضة ككل.
وخلال هذا الحدث، فشل الرياضيون الجزائريون في إحراز الألقاب، ومن أبرز عوامل هذا الإخفاق حسب التقنيين والرياضيين هو حالة الإغلاق التام الذي أقرته السلطات في الجزائر خلال تفشي جائحة كورونا، والذي تواصلت مدته لحوالي عشرة أشهر كاملة، لم يتمكن خلالها الرياضيون الجزائريون من مزاولة تدريباتهم بعد غلق القاعات والملاعب وجميع المرافق الرياضية في البلاد.
وعلى خلاف النتائج المخيبة التي حققها الرياضيين الاصحاء في أولمبياد طوكيو، كانت نتائج الرياضيين الجزائريين في دورة الألعاب شبه الأولمبية مرضية وتمكن الرياضيين الجزائريين من ذوي الإحتياجات الخاصة من رفع الراية الوطنية عاليا في سماء طوكيو.
تغطية كريمة بندو / صور بختة بن يمينة
مناقشة حول هذا المقال