نظمت الجمعية الخيرية كافل اليتيم الوطنية في عيدها العاشر الملتقى الخامس تحت عنوان “القطاع الثالث والشراكة من أجل التنمية”، و ذلك يومي 25و26 من ديسمبر الجاري بفندق الرياض بالجزائر العاصمة بحضور شخصيات رسمية نذكر منهم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية و ممثل سفارة فلسطين بالجزائر و ممثلي وزارتي التضامن الوطني و التعليم و التكوين المهنيين و رئيس جمعية العلماء المسلمين، بهدف تقييم مسيرة العقد الأول من نشاط الجمعية و السعي إلى الارتقاء بهذا العمل الحيوي في المجتمع.
المجتمع المدني تكمن قوته في حيويته لمثل هذه المبادرات
خلال كلمته التي ألقاها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية “عيسى بلخضر” أكد أن هذا الملتقى يشجع رسالة التكفل باليتيم بما أنها رسالة شرف، فالمجتمع المدني تكمن قوته في حيويته لمثل هذه المبادرات فالمشاريع التي تقوم بها الجمعية في السنوات الأخيرة في محاولة السهر على تنمية المنظومة القيمية حتى ينشا اليتيم في حضن قيم أسرية .
كما عبر ممثل دولة فلسطين عن احترامه و تقديره للشعب الجزائري و قيادته الشجاعة حاملا معاناة أرامل و أيتام شهداء فلسطين متمنيا الاستمرار في العمل الخيري لجمعية كافل اليتيم.
مسعود قادري: “ أردنا تنشيط الحركة التنموية من خلال القطاع الثالث ”
في تصريح ليومية “عالم الأهداف” أوضح لنا الأمين العام لجمعية كافل اليتيم مسعود قادري أن الهدف من هذا الملتقى التكويني و الاتصالي لإطارات الجمعية، فالتحولات والمبادرات ينبغي ان تكون كلها هادفة بغية الإسراع والمساهمة في تطور المجتمع.
و أضاف في ذات السياق “نحن أردنا تنشيط الحركة التنموية من خلال القطاع الثالث و البحث عن السبل الجديدة لتمويل الجمعيات و نحن نسعى إلى تنمية العمل الخيري لخلق فرص العمل و الثروة و إخراج الأرملة و اليتيم من حالة مد اليد.”
كما ذكر ان نوعية الضيوف هم أساتذة و دكاترة في مجالات عديدة منها الاجتماع و الصحة و التطور التكنولوجي، هدفنا ان يكون هناك تكوين عام لإطارات الجمعية و استعمال الوسائل التقنية و مواكبة التطور في مختلف المجالات وكل ما هو جديد في تسيير العمل الخيري.
تعهد على مواصلة طريق العمل الخيري
ومن جهته تعهد رئيس جمعية كافل اليتيم “رابح العرباوي” على مواصلة هذا الطريق إلى غاية التكفل بجميع يتامى الوطن المحتاجين مع السعي يد بيد لرعاية اليتيم و بناء الوطن ، كما دعا جميع ممثلي إطارات الدولة ، دكاترة و علماء للوقوف في هذا العمل الخيري للوصول إلى المستوى المطلوب و محاربة البخل و تنمية الوطن من خلال هذه الجمعية التي تتميز عن باقيها بمستواها العالي كونها ممتدة وطنيا و عربيا.
بعدها تم تقديم تكريمات لمجموعة من الشهداء و المحسنين مع عرض شريط عن انجازات الجمعية.
كما تضمن الملتقى عرض مداخلات علمية لها صلة بالعمل الخيري و مدى مساهمة القطاع الثالث في التنمية الوطنية، شارك فيها مجموعة من الباحثين والأساتذة وأهل الخبرة والميدان.
عبد المجيد قدي: “دور القطاع الثالث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة”
أشار رئيس المجلس لجمعية كافل اليتيم و الخبير الاقتصادي عبد المجيد قدي “أن الغاية هي تعميم الوعي بأهمية قطاع التنمية الاقتصادية و تكوين أبناء الجمعية و تسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة من تعزيز التضامن للقطاع الثالث لتقديم تبرعات و تحسين مستوى المعيشة، مع عقد الشراكة بين الجمعيات وقطاع الدولة و القطاع الخاص و تحسين الوعي المجتمعي ، فهدف التبرع هو عنصر من عناصر أداء الواجبات و تعزيز تضافر جهود افراد وهيئات المجتمع و دفع المؤسسات إلى ما يسمى بممارسة المسؤولية.
دور القطاع الثالث في ترقية السلم الاجتماعي
أما المداخلة الثانية فكانت للدكتور عمار مايدة صاحب مركز إشراف للحياة للتدريب و التطوير حول “دور القطاع الثالث في ترقية السلم الاجتماعي” تطرق فيها إلى الإسهام في تحريك المجتمع ضد السرقة و الفساد و تقديم الخدمات الإنسانية من شعور بالانتماء للوطن و توفير الاحتياجات الإنسانية.
كما تضمن الشق الثاني للملتقى تنظيم ثلاث ورشات علمية كورشة تشجيع الأرملة المنتجة و ورشة سبل تطوير التسيير المالي و الإداري و أيضا ورشة البحث عن طريق جديد لتمويل العمل الخيري.
كما شارك في اليوم الثاني كل من الدكتور سليمان ولد خصال بمداخلة بعنوان: “الحضارة الإسلامية و دورها في إنشاء القطاع الثالث” ، أما البروفيسور رابح كشاد فتناول موضوع: “القطاع الثالث و مكافحة البطالة” ، اضافة إلى مداخلة “دور الإعلام و الاتصال في العمل الخيري” أما الدكتور محمد بلغيث فتحدث عن” القطاع الثالث و دوره في ترقية التعليم”.
التوصيات
واختتم الملتقى بعرض بيان ختامي و التوصيات المنبثقة عن الجلسات العلمية مثمنين الجهود المبذولة خلال 10 سنوات من العطاء في خدمة الأرملة و اليتيم بداية بالعمل على ترقية القطاع الثالث و تعزيز التنمية المحلية و الوطنية مع ضرورة عقد شراكة بين القطاع العام و الخاص لدعم المحتاجين ، كما تضمن كذلك اعتماد القطاع الثالث على التربية و التعليم لضمان الأمن الثقافي و ضرورة اهتمام القطاع الثالث بالإعلام و الاتصال و إنشاء مؤسسات إعلامية احترافية و المساهمة في اعتماد الحوكمة و ضرورة السلم الاجتماعي.
نزيهة سعودي
مناقشة حول هذا المقال