نظمت جمعية زهرة بلادي لولاية الجزائر يوم أمس، مسابقة الحرفي الصغير تحت إشراف مديرية الثقافة لولاية الجزائر، بالتنسيق مع مركز الفنون والثقافة لقصر الرياس 23، بحضور الأطفال الموهوبين بالرسم على المحامل وعائلاتهم، وإطارات الجمعية ومختلف الفاعلين الإجتماعيين.
أصحاب الهمم يسجلون حضورهم
تضمنت المسابقة في طبعتها الأولى منافسة بين الأطفال ممن يستهويهم الرسم على المحامل سواء كانت زجاج أو فخار أو قماش، الذين تتراوح أعمارهم من 8 إلى 18 سنة، يؤطرهم الفنان التشكيلي والحرفي نعيم ولاس، الذي أشرف عليهم لمدة تزيد عن سبعة أشهر.
شارك في المسابقة 11طفل تأهلوا للمنافسة من نادي الحرفي الصغير والذين فتحت لهم جمعية “زهرة بلادي” المجال للإبداع ومنحتهم فرصة ولوج عالم الحرف اليدوية.
اللافت للانتباه مشاركة شابة من ذوي الهمم، يتعلق الأمر بـ خريفي عبير، التي تعاني من متلازمة داون، بإبداعاتها والتي نافست بموهبتها الأطفال الآخرين وأحرزت على المركز الثاني، فيما تحصلت الطفلة فريال قاوة على المرتبة الأولى.
يذكر أن جميع المشاركين استفادوا من جوائز تشجيعية وشهادات شرفية، تثمينا لإبداعاتهم وتشجيعا لمواهبهم.
“الحجر الصحي، دفعنا لإطلاق ورشات لولوج الطفل عالم الفن والحرف”
أكدت رئيسة جمعية زهرة بلادي شهرزاد الحقاوي، أن فكرة ادخال الطفل عالم الحرف اليدوية جاءت نتيجة ظروف الحجر الصحي وما خلفه تفشي وباء كورونا، من آثار نفسية على الكبار والصغار، حيث أكدت محدثتنا قائلة “أطلقنا المبادرة عبر الفضاء الأزرق، في ظل ارتفاع عدد الإصابات وتفشي الوباء ولاحظنا مدى تجاوب الأطفال مع حرفة الرسم، حيث اكتشفنا مواهب كثيرة ، ومع بداية النشاطات أنشأنا ورشة للصغار خاصة بالرسم على المحامل، وأدمجنا ذوي الهمم، وخصصنا ورشة للمصابين بالتوحد، وقد أبهرتنا النتائج المتحصل عليها، ووجود عبير اليوم بيننا، ما هو إلا دليل على قدرة الطفل على التعلم مهما كانت الصعوبة التي تعاني منها”
وحسب رئيسة الجمعية، الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو الحفاظ على الموروث الثقافي واحتواء فئة الأطفال باعتبارهم شباب الغد، ومنحهم مهارات تساعدهم في حياتهم وتفجر ابداعاتهم وطاقاتهم.
الفنان التشكيلي نعيم ولاس “المصاب بالتوحد يملك القدرة على تعلم الحرف اليدوية”
من جهته، أوضح الأستاذ نعيم ولاس الحرفي والفنان التشكيلي، أنه بعد سبعة أشهر من المتبعة، ” ها نحن نجني الثمار، فحين نرى أطفال يبدعون في الميدان، ونكتشف نادي الحرفي الصغير لجمعية زهرة بلادي، التي كنا ننشطها كل سبت مع عدة مواهب عملنا على صقلها وتنميتها، وأيضا تعليم فئة المصابين بالتوحد، الذين يمكنهم اكتساب مهارات بطريقة خاصة، وقد نجحنا في ادماجهم وأثبتوا عن قدراتهم خاصة في الرسم على الفخار، خاصة وأن ملامستهم للأشياء الطبيعية تساعد على شعورهم بالراحة والاطمئنان وتفجر مكنوناتهم وما يختلج نفوسهم”.
كما ثمنت الحرفية المولعة بالرسم على الزجاج بوستة إلهام المبادرة قائلة، “بصفتي حرفية وإطار في المقاطعة الإدارية بباب الواد، أراها مبادرة قيمة والتفاتة تستحق التشجيع، فبدل إطلاق مسابقة وطنية للغناء، من وجهة نظري علينا الاهتمام بتعليم الطفل الفنون التشكيلية والحرف الإبداعية لحمايته من الآفات الاجتماعية”.
ومن جهتها أكدت عواطف العوفي مديرة دار الشباب القبة، “أن استعمال عدة تقنيات في عمل واحد هو عمل رائع، والأكثر من ذلك هو إدماج ذوي الهمم في العمل الحرفي، واعتبر أن مثل هذه النشاطات يعد فضاء تربوي وفني للتواصل مع الشباب وتلقي انشغالاتهم و طرح أفكارهم”.
يذكر أن المبادرة لاقت استحسانا كبيرا من طرف العائلات التي عبرت عن فرحتها بتكريم أبنائها المبدعين وتشجيعهم على تعلم وإتقان الحرف اليدوية بما فيها الرسم على المحامل.
زهور بن عياد
مناقشة حول هذا المقال