نظمت جمعية المعالي للعلوم والتربية ندوة تاريخية عبر تقنية الزوم، نشطها الدكتور محمد الأمين بلغيث بعنوان “شخصية الجزائر الدولية قبل الاحتلال الفرنسي”.
تحدث الدكتور بلغيث عن علاقة الجزائر بمختلف الدول وعلاقاتها الدبلوماسية ومن جهة أخرى تطرق لما صدر مؤخرا من تصريحات الرئيس الفرنسي واعتبرها فضيحة دبلوماسية.
وقد قسمت الندوة إلى عدة محاور حيث تحدث بلغيث في البداية عن العلاقات الفرنسية الجزائرية، استنادا لكتاب مولود قاسم الموسوم بـ “شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية قبل 1830” والذي جمع عدة وثائق ذات أهمية بالغة ترجمها صاحب الكتاب من الألمانية والسويدية والفرنسية، ومن بين هذه الوثائق نجد وثيقة تتحدث عن وجود 61 بين سفراء وقناصلة وممثلين تجاريين فرنسيين في الجزائر منذ 1516 .
وفي ذات السياق أشار بلغيث إلى تطرق المؤرخين الفرنسيين أنفسهم لفجر العلاقات الفرنسية الجزائرية وعن مساهمة الجزائر ووقوفها إلى جانب الثورة الفرنسية ودعمها المادي لها، وفي هذا الصدد يقول “والعلاقة بين الجزائر وفرنسا معقدة ذلك أن الفرنسيين يظهرون الود في ظاهر الأمر، ولكنهم يبيتون الغدر في الباطن، ويظهر ذلك أيضا في التفكير العملي في غزو الجزائر والذي كان مبكرا قبل نابليون بونابرت، بكثير”.
وتعود تلك الأطماع الاستعمارية لعدة عوامل وأسباب منها أن الجزائر كانت تمثل الراية التي تحطمت عندها كل الحملات الصليبية كمعركة شالوكان، باعتبارها أقوى دولة بحرية في المنطقة فرضت نفسها بأسطولها، وشخصياتها وأمرائها.
وتندرج أهداف هذه الندوة ضمن المساعي الرامية للتذكير بأن الجزائر كانت دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكانت لها شخصيتها وشخصياتها الفاعلة، لتختتم الندوة بنقاش مفتوح بأسئلة من المشاركين حول الموضوع، طرحت على المؤرخ بلغيث الذي قدم مختلف التوضيحات والمعلومات لتبليغ الذاكرة وتصحيح بعض المفاهيم .
زهور بن عياد
مناقشة حول هذا المقال