احتضن المجلس الشعبي الوطني أمس، يوما دراسيا بعنوان “المجلس الأعلى للغة العربية، مسار وإنجازات وآفاق”، بحضور رئيس المجلس الأعلى للغة العربية وإطارات المجلس، إلى جانب نواب المجلس الشعبي الوطني والوزيرة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الوطنية.
بوغالي يصف إنجازات المجلس بالقاعدة الصلبة للأمن اللغوي
في كلمة لرئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، ألقاها نائبه فيطس بن لكحل، نوه بمجهودات المجلس الأعلى للغة العربية في الحفاظ على لغة الضاد، واعتبر أن تسطير برنامج للاحتفاء باللغة العربية شهرا كاملا، يعد إشارة قوية إلى حرص الدولة بقيادة رئيس الجمهورية على تمكين اللغة العربية من المكانة التي تستحقها.
واضاف رئيس المجلس، أن حياة اللغة العربية تدعونا إلى تطويرها واستعمالها وتعميمها وعدم استبدالها في الحقول المعرفية وفي الاستعمالات اليومية، وأن التحديات باتت تفرض الربط بين مقوماتنا الحضارية وبين متطلبات قوة الطرح، وتقديم البدائل الضامنة للحفاظ على مقوماتنا كجزائريين ينتمون إلى حضارة وتاريخ مشرف.
واصفا ما حققه المجلس من إنجازات بالقاعدة الصلبة للأمن اللغوي الذي لا يمكن فصله عن الأمن العام.
البروفيسور بلعيد “ الرهان الأول لتمكين اللغة العربية هو المدرسة”
أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد، أن الهدف الرئيسي من هذا اليوم الدراسي هو عرض حصيلة إنجازات هذه المؤسسة التي تنتج الأفكار ولا تصنع القرار، مشيرا إلى الأعمال الفكرية التي أنجزها المجلس منذ تأسيسه سنة 1998، من اصدارات استجابت للمواصفات العلمية وسايرت التقنيات المعاصرة، وتدخل هذه الإنجازات في صميم القانون الواضح لتعميم استعمال اللغة العربية.
ولا يمكن أن تزدهر اللغة العربية يقول بلعيد إلا إذا احتكت بالإدارات العمومية، معتبرا أن الرهان الأول لتمكين اللغة العربية هو المدرسة في حين يلعب الإعلام دورا أساسيا باعتباره ثاني رهان، أما الرهان الأصعب فيتمثل في تعميم العربية في الإدارة حيث تصطدم بعدة عوائق وتحديات.
ديسمبر شهر اللغة العربية
وأثنى بلعيد على هذه المبادرة وعلى القائمين على إنجاحها، حيث قال “لأول مرة ينزل المجلس للبرلمان، وهذا يعد مكسبا للغة العربية ولهذه المؤسسة التي تهتم بالمواطنة اللغوية، ولأول مرة يخصص شهر للعربية ابتداء من 1 ديسمبر إلى غاية 31 من نفس الشهر”.
مؤكدا أن السنوات القادمة ستكون لصالح اللغة العربية، حسب الدراسات الاستشرافية، باعتبارها لغة لها امتداد مكاني وزماني ويعد معجمها الأوسع لغويا، حيث تفوق كلماتها 12 مليون كلمة، وهذا ما يؤهلها لتكون في الصدارة وتنال أرقى مستوى عالميا.
غلام الله ” اللغة الفرنسية عطلت طموحاتنا للحاق بالركب الحضاري”
أعرب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، عن أسفه لتولي اللغة الفرنسية مكانة في مجتمعنا، عطلت طموحاتنا في التنمية واللحاق بالركب الحضاري، معتبرا أن كل من يعارض اللغة العربية هو في حقيقة الأمر يعارض الإسلام.
كما تطرق النائب الدكتور شنيني عبد الله، للبعد الوطني للغة العربية واهميتها في تثبيت عناصر الهوية الوطنية، ومساهمتها في نشر العلم والحضارة الإسلامية في بلاد الأندلس.
من جهته أكد محمد طاهر ديلمي الناشط في المجتمع المدني، بأن المعركة اليوم هي معركة الهوية والذاكرة، وثمن قرارات تعريب بعض الوزارات، مشيرا إلى مكانة المجلس الأعلى للغة العربية ودوره الرئيسي في هذا المجال.
واختتمت أشغال اليوم الدراسي بفتح المجال للحاضرين والنواب لطرح الأسئلة وإثراء النقاش، كما تم تكريم الوزيرة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان بسمة عزوار.
للإشارة، نظم المجلس الأعلى للغة العربية على هامش التظاهرة معرضا في بهو المجلس الشعبي الوطني ضم مختلف إنجازاته من منشورات ومجلات.
زهور بن عياد
مناقشة حول هذا المقال