خص الدولي السابق ومدلل اتحاد الحراش، محمد راحم جريدة “عالم الأهداف” بحوار مطول تحدث فيه عن الوضعية الصعبة التي تتواجد فيها “الصفراء” كما تحدث “بوبوي” مثلما يحلو لمحبي النادي ومقربيه مناداته عن أمور أخرى في هذا الحوار الشيق…
كيف هي أحوال محمد راحم؟
الحمد لله أنا بصحة جيدة، كمواطن جزائري أولا ورياضي سابق، ألتزم بالحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، لابد أن نكون مثالا وقدوة بالتزامنا الحجر الصحي، وبالمناسبة أريد أن أترحم على كافة المسلمين الذين وافتهم المنية بسبب هذا الوباء، وأتمنى الشفاء العاجل لكل مريض.
هل يتابع راحم أخبار فريقه السابق اتحاد الحراش؟
نعم، أتابع أخبار الفريق عبر مختلف وسائل الإعلام.
وكيف وجدتها؟
حالة اتحاد الحراش في تدهور، الأمر امتد منذ 15 سنة خلت أو أكثر، الفريق أصبح يعاني في كل المجالات سواء في التكوين أو التسيير.
ما الشيء الذي تغير في الفريق خلال 15 سنة الأخيرة التي أشرت إليها؟
الشيء الذي حيرني يكمن على مستوى الفئات الشبانية، فقد ضاعت هوية الفريق، بسبب إهمال التكوين، إذ لم تعد للفريق سياسة واضحة وأصبحت الإدارة تستقطب الأسماء وتسطر أهدافا لا تستطيع بلوغها في كل مرة.
بهذا الكلام أنت تحمّل مسؤولية تراجع نتائج الفريق إلى الإدارة وليس للمدربين الذين غالبا ما يعجزون عن إيجاد لاعب شاب قادر على فرض وجوده مع الأكابر، أليس كذلك؟
بالطبع، المشكل يكمن في التسيير، فالإدارة هي التي أهملت سياسة التكوين وضيعت المواهب بسبب عجزها عن توفير الإمكانيات، يؤسفني أن أجد لاعبا موهوبا في سن 15 أو 16 أو 17 سنة يضيع من اتحاد الحراش، وينتقل إلى فريق أخر بسبب عدم وجود ملعب، أو حافلة يتنقل بها أو حتى تحفيزه بعقد، فعندما فرط الفريق في سياسة التكوين تراجعت نتائجه، وأصبح الفريق يعاني حتى في القسم الوطني الثاني، بعدما كان في الماضي خزانا للمواهب، ومدرسة يضرب بها المثل وكانت تقارع وتواجه فرقا كبيرة بأبنائها الذين كانوا يصنعون أفراح مدينة بأكملها.
هل ترى أن مستقبل اتحاد الحراش سيتغير نحو الأفضل؟
الحقيقة التي لا بد أن تقال، هو أن مستقبل الفريق في تغيّر، نحن كمحبين للصفراء نتمنى كل الخير للفريق الذي كبرنا فيه، ونتمنى أن يخرج من وضعيته المتدهورة لكن الواقع قد يكون أمرا آخر.
ماذا قدم اتحاد الحراش كفريق لراحم؟
هذا الفريق منحنا الكثير، منحنا حب الناس والأنصار الذين كان علينا أن نقدم لهم ما يستحقون وبالمجان، فكم من مرة كان لي تقديم ما لديّ، بحيث كنت عندما أرى موهبة تستحق الانضمام إلى الفريق قمت بواجبي بدون ما أنتظر المقابل.
وما الذي يمكن لراحم أن يقدمه لاتحاد الحراش؟
في حياتي كلها لم أدر ظهري للفريق، لعبت في وكان لي شرف ذلك، أعطيت كل ما لدي للصفراء وأنا صغير، لكن لا يمكنني القول دائما أنني قدمت كلاعب سابق، فهذا خطأ يقع فيه الكثير من اللاعبين القدامى لأن الفريق بحاجة للتغيير وتقديم الجديد.
هل أنت مستعد للعمل مع اللجنة المشرفة على تسير اتحاد الحراش؟
قلت لك من قبل أنني لن أدير ظهري للفريق، شرف لي أن أساهم في إنقاذ الحراش من الهاوية، لكن أولا علينا أن نحدد الأهداف والمهام، فأنا مستعد للعمل مع أي رئيس لديه برنامج في التكوين، لأنني على علم أنني قادر على تقديم الإضافة للشبان.
… وكيف تقيم بداية العمل الذي تقوم به هذه اللجنة؟
اللجنة المسيرة تقوم بعملها وهذا تحت إشراف المساهمين في الشركة.
كيف ذلك؟
لا أقصد شركة وطنية أو خاصة، أقصد بكلامي المساهمين الذين يملكون أسهما في الفريق، وبالمناسبة أطلب منهم فتح رأسمال الشركة، وضخ دماء جديدة في الفريق، وعليهم التفكير في مصلحة الفريق، لأن الحراش تملك أنصارا من ذهب، ومن بين هؤلاء الأنصار شخص بإمكانه الانضمام إلى الفريق بشرائه أسهما في الفريق، ودعمه بالمال وبكل ما يحتاجه والحراش لها محبين بإمكانهم مد الفريق بكل ما يحتاجه.
حسب رأيك، ماهي أهم السياسات التي على الإدارة اتباعها؟
على أي إدارة تنوي تسيير فريق مثل الحراش أن تعود لسياسة التكوين، والاعتماد على الفئات الشبانية، لأن منطقة الحراش وما جاورها منطقة تعج بالمواهب الكروية، وما عليها إلا توفير الهياكل والعتاد للتدريب الفئات الشبانية.
هل تعتقد أن الأزمة ستنتهي عودة الفريق لسياسية التكوين؟
نهيئ كل الظروف لوضع الطاقات الشبانية بتوفير عناصر النجاح لها، ممكن أن نقول أننا سنخرج من الأزمة العميقة التي يتواجد فيها الفريق، لأن الحراش بحاجة لأبنائها فوق أرضية الميدان، وخارجها وهم الذين سيحققون الريادة للفريق ولكل من يحب الحراش.
بعض المصادر تحدثت عن رغبتك في إنشاء أكاديمية في الحراش، هل تؤكد لنا هذا الخبر؟
لقد كانت لدي فكرة في إنشاء مدرسة أو أكاديمية في السابق رفقة أصدقائي الذين عرضوا عليّ الفكرة، ولكن بسبب الوباء الذي حل بالبلاد أجلنا الفكرة إلى موعد لاحق.
مع من كانت هذه الفكرة؟
الفكرة كانت رفقة حسين عماراش الذي التمست منه نية حسنة في إنشاء أكاديمية خاصة بالحراش وما جاورها من أحياء، خاصة مع المرافق الرياضية الموجودة في غابة منبع المياه (بريزدو) وغيرها من المرافق التي يمكن للشبان التدرب فيها.
أنصار “الصفراء” يتساءلون دائما عن السبب الذي يجعلك بعيدا عن محيط الفريق، فهل لك أن توضح لهم هذا الأمر؟
أنا لا أريد الكلام حفاظا على استقرار الفريق فقط، فلو تكلمنا لقالوا عنا كلاما آخرا.
… وهل مازال راحم يلتقي بمحبيه ومحبي النادي؟
علاقتي أكثر من رائعة بأنصار اتحاد الحراش، الذي أكن لهم حبا واحتراما شديدين، غالبا ما يذكرونني بالأيام الزاهية التي عشتها مع الفريق، كذلك أنصار الفرق الأخرى الذين يحترمونني وأحترمهم كثيرا، وهنا أريد أن أضيف شيئا.
تفضل…
أريد أن أشكر بالمناسبة أبناء الحراش الذين كانوا يقطنون بالقرب من غابة منبع المياه الذين تم ترحيلهم إلى حي 1540 مسكن بحي الصواشات بالرويبة، حيث قاموا برسم جدارية أكثر من رائعة تحمل صورتي، وعندما وصلت إليها لأخذ صورة رفقتهم فرحت وسعدت بهذا التكريم الذي حظيت به، حتى أنني قمت بإجراء مقابلة ودية برفقتهم حقيقة كان يوما سعيدا آخر في حياتي، وبالمناسبة أيضا أريد الإعتذار للأنصار القاطنين بحي واد أوشايح الذين طلبوا مني الاحتفال معهم بميلاد تأسيس الفريق لكن الوضعية الصحية حرمتني من ذلك.
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار الشيق…
على الأنصار أن يتحدوا لخدمة مصلحة الفريق، علينا أن نفكر كمحبين لخدمة اتحاد الحراش بعقولنا قبل قلوبنا، علينا أن نترك العاطفة جانبا، وأن نسير الأمور بعقلانية خدمة للفريق، لأن الحراش لها تاريخ مشرف، ومكانة في قلوب كل الجزائريين وأنصارها موجودون في كل الولايات، وشكرا لجريدة “عالم الأهداف” التي التفتت إليّ بهذا الحوار وأنا في خدمتكم في أي وقت.
شكرا لك محمد وبالتوفيق لكم في مشاريعكم المستقبلية…
الشكر موصول إليكم.
حاوره: علي جماح
مناقشة حول هذا المقال